كيف قامت كولومبيا بسحب سفير إسرائيل وكيف أرسل بوتين ثلاثة إشارات حيوية إلى نتنياهو وحذر من تصاعد التوترات في المنطقة

قاسم أبو لارا


كيف قامت كولومبيا بسحب سفير إسرائيل وكيف أرسل بوتين ثلاثة إشارات حيوية إلى نتنياهو وحذر من تصاعد التوترات في المنطقة

مقدمة

بالتزامن مع التصاعد الأخير للتوترات بين إسرائيل وفلسطين، توقع أن يحدث تطورات جديدة في الساحتين الإقليمية والعالمية. وفي الساعات القليلة الماضية، قدم وزير الخارجية الكولومبي ألفارو ليفا إعلانًا مذهلاً وغير متوقع: طالب بسحب السفير الإسرائيلي في بوغوتا ومغادرته للأراضي الكولومبية، وذلك بينما انهال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحاته حول الوضع الحالي، وتحدث مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، من خلال عدد من الرسائل الجديدة التي حذر فيها نتنياهو من تصاعد الصراع ليشمل دولًا أخرى في الشرق الأوسط.

سحب السفير الإسرائيلي من وظيفته في كولومبيا

بوغوتا طالبت السفير الإسرائيلي بسرعة مغادرة البلاد ردًا على موقف الدبلوماسية الإسرائيلية المعارض للبيانات التي أدلى بها الرئيس غوستافو بيترو حول الحرب بين إسرائيل وحماس من خلال حسابه الرسمي على منصة "X"، حيث قارن فيه الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة بما تعرض له اليهود من الاضطهاد من قبل ألمانيا النازية. بدأت الأمور مع تداعيات طلب بوغوتا بسحب السفير الإسرائيلي من أراضيها. طلبت بوغوتا من السفير الإسرائيلي مغادرة البلاد بسرعة.

قبل أن تتم مغادرة السفير الإسرائيلي من كولومبيا، وصف وزير الخارجية الكولومبي استجابة الدبلوماسي الإسرائيلي لبيانات رئيس بلاده بأنها "وقحة وجنونية". ونتيجة لذلك، تم اتخاذ قرار بمغادرة الدبلوماسي الإسرائيلي بسرعة، مما ينبئ بأزمة خطيرة بين تل أبيب وبوغوتا، خصوصًا في ظل حقيقة أن إسرائيل هي واحدة من أكبر موردي الأسلحة للجيش الكولومبي.

أهم التصريحات التي أدلى بها رئيس كولومبيا

كانت ردود الفعل الأكثر بروزًا من قبل رئيس كولومبيا التي أدت إلى تصاعد الأزمة على النحو التالي:

  • ردًا على إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بفرض حظر جوي تام على غزة، أشار الرئيس كولومبيا إلى مقاتلي المقاومة باعتبارهم "حيوانات". قال بيترو: "هذا ما قاله النازيون عن اليهود"، مؤكدًا أن الشعوب الديمقراطية لا يمكن أن تسمح بعودة النازية في الشؤون الدولية. استخدم الهولوكوست كمثالٍ. ونتيجة لذلك، استدعت تل أبيب السفير الكولومبي إليها، وردًا على ذلك، أمرت بوغوتا بمغادرتها، ما دفعها لاستدعاء السفير الإسرائيلي.

التواصلات الإضافية من بوتين

من ناحية أخرى، استمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحذيراته بشأن تصاعد الصراع في الشرق الأوسط ومخاوفه من أن يمتد ليؤثر على أطراف أخرى. في الوقت نفسه، أعرب عن قلقه إزاء الزيادة الكارثية في عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة نتيجة للتصعيد الإسرائيلي غير المسبوق واستهدافه لجميع جوانب الحياة في القطاع. وكان ذلك نتيجة مباشرة لاستهداف إسرائيل لجميع جوانب الحياة في القطاع. وقد أجرى مكالمات هاتفية متعددة مع عدد من القادة العرب، خلالها أعرب عن قلق موسكو الجاد بشأن خطر تصاعد الوضع وتفاقمه إلى حرب إقليمية. ملأت المدينة بمئات الآلاف من الفلسطينيين، وواصل مكالماته الهاتفية مع قادة عرب.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث هاتفيًا مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأرسل له عددًا من الرسائل الحرجة، يمكن تلخيصها على النحو التالي:

  1. قد أبلغ عاصمة إسرائيل تل أبيب عن الإجراءات التي تقوم بها روسيا لاستعادة الهدوء ومنع أي تصعيد للصراع.
  2. بالإضافة إلى ذلك، كشف عن الإجراءات التي تقوم بها روسيا لتجنب الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
  3. أكد أن النداءات الموجهة إلى الفلسطينيين بمغادرة غزة إلى سيناء ليست شيئًا قد يؤدي إلى السلام، بل ستزيد من تفاقم المشكلة. وقال إن هذه هي النقطة الأهم.

قطاع غزة: عنصر مهم في تاريخ فلسطين

في كلمة له أمام الصحافة، لفت الرئيس الروسي إلى أن غزة هي جزء من التراب التاريخي لفلسطين، وأضاف:

"من الصعب تقييمه. الفلسطينيون يبنون منازلهم على هذا الأراضي، وكانت لها أهمية تاريخية بالنسبة لهم كوطن لهم. بالإضافة إلى ذلك، كان من المخطط إنشاء دولة فلسطينية ذاتية تضم غزة. في رأيي، هذا ليس نشاطًا يمكن أن يحقق السلام في العالم."

آخر التطورات الجارية

فيما يتعلق بآخر التطورات على الأرض، تواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ العديد من الضربات الجوية باستخدام القوات الجوية، موجهة عدة ضربات متتالية على قطاع غزة، مستهدفة جميع جوانب الحياة، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا المدنيين الجدد، بين قتيل وجريح. كما استهدفت بعض المستشفيات بعد توجيه المواطنين والمصابين بسرعة مغادرتها، معتقدين أن المقاومة الإسلامية تستغلها لأغراضها. وهذا ما حدث أيضًا مع المساجد، التي تعرضت لهجمات شديدة لأول مرة خلال معركة إسرائيل في غزة في الأيام الأخيرة.

هذا دفع الأمم المتحدة والعديد من وكالات الإغاثة الأخرى للتحرك بسرعة لوقف المزيد من سفك الدماء يوميًا، وتقديم المساعدة بسرعة للمواطنين بعد انقطاع المياه والكهرباء في قطاع غزة. وقد تم ذلك في وسط جهود مستمرة من القاهرة لعقد قمة دولية في القاهرة بحضور قادة عالميين وإقليميين، بهدف التوصل بسرعة إلى اتفاق هدنة بين الطرفين، ومحاولاتها المتواصلة للعمل على فتح حدود رفح لإرسال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، إلى جانب طلب القاهرة للمجتمع الدولي تحمل مسؤوليتها عما يجري في الأراضي المحتلة. وأعلنت أيضًا أن مطار العريش الدولي مفتوح وجاهز لاستقبال أي مساعدة أجنبية قد تصل من أي دولة.

في وقت تكثف فيه جهات الاتصال لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أجل وقف الحرب التي تجتاح الأراضي المحتلة، والعمل مع جميع الأطراف لإيجاد وسائل لتهدئة الوضع ووقف دماء المدنيين الفلسطينيين، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية عما يحدث الآن في قطاع غزة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية الأساسية.

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.
أُووبس!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت والبدء في التصفح مرة أخرى.
تم اكتشاف AdBlock!
لقد اكتشفنا أنك تستخدم المكون الإضافي adblocking في متصفحك.
تُستخدم الإيرادات التي نحققها من الإعلانات لإدارة هذا الموقع ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.